وكالة أنباء الحوزة - قال «عبد الله سلام الحكيمي» الوزير المفوض في ديوان عام وزارة الخارجية اليمنية خلال مقابلة صحفية مع مراسلنا: الحقيقة ان القمع والاضطهاد ومصادرة الحريات الخاصة والعامة في السعودية نهج عام وشامل لايقتصر على طائفة او مكون بعينه، وذلك لان الايديولوجية التكفيرية الوهابية التي تاسست الدولة السعودية بناء على تعاليمها، تكفر وتسترخص القتل لكل من يخالف رأيها ولو مخالفة بسيطة ،ويعتبرون اي نقد للحاكم وموظفيه حرام يوجب الجلد مئات بل الاف الجلدات والسجن والتعذيب والتنكيل، لهذا نجد انهم لطالما قمعوا واضطهدوا وكفروا اخواننا الشيعة في المنطقة الشرقية كثيرا حتى انهم باتوا محرومين من ابسط حقوق المواطنة، رغم انهم مكون كبير وكذا الحال مع اخواننا الاسماعليين في جنوب السعودية والزيود ايضا هناك ، لا بل اتجهوا الى تكفير وقمع واضطهاد التيار الصوفي السني وهو تيار واسع جدا ولاعلاقة له بالسياسة من حيث المبدأ، هذا النهج القمعوي التكفيري الذي يحول الشعب بكامله الى مايشبه قطيع الماشية الذي يسيره الراعي الى اماكن الرعي والشرب ان وجدت ثم يقفل عليه في حوشه ، لايتكلم لايعترض لايتالم لايشتكي ، ويعتبرون الخروج على الحاكم ان كان جائرا وفاسقا بمثابة الخروج على الله ، ذلك ان الفكر الوهابي المنحرف غيب الله سبحانه عن دنيا البشر واحل الحاكم محلة بهالة من التقديس اعلى!! هذا النهج هو الذي يمثل دائما بذرة التدمير الداخلي لهذه النظم القمعية جميعها.
التعاون والتناغم بين السعودية بأيديولوجيتها الوهابية المتطرفة والصهيونية العالمية، اذا اعتبرنا الصهيونية العالمية هي حاصل دمج المؤتمر اليهودي العالمي بحركة الاستعمار القديم الامبريالية، قديم جدا، ولكنه كان يدار من وراء كواليس السرية، وقد تكرس هذا التعاون في المرحلة الاخيرة،حين شرع المشروع الامبراطوري الاميركي الساعي الى سيطرة امريكا الى السيطرة الاحادية المطلقة على العالم تحت غطاء العولمة الراسمالية المتوحشة،وبالتحديد رعاية ماسمته اجهزة الاستخبارات الاميركية انذاك بالجهاد الاسلامي او المجاهدين الافغان!لمقاومة الاتحاد السوفيتي.
كأي شعب من الشعوب فان الشعب في السعودية ربما جعلته فوائض الثروة النفطية يرجئ ثورته الى حين لكن يبدو الان بالنظر الى حجم الانفاق المجنون مئات ملايين الدولار تقدم لدعم الاقتصاد الامريكي، ومثلها تكاليف العدوان على اليمن، واكثر منها ماانفق على تدمير العراق وسوريا وليبيا، وماخفي كان اكثر فيما يتعلق بالتمويل السري للعمليات الاستخباراتية التدميرية القذرة في ارجاء العالم، كل ذلك قد عجل في شفط فوائض الثروة تلك وبدأت الاثقال والاعباء تلقى على كواهل المواطنين زيادات في الاسعار والخدمات والضرائب وزيادة معدلات البطالة والفقر في المجتمع وبروز الخلافات والانشقاقات والصراعات والاعتقالات ومصادرة الاموال في اوساط العائلة المالكة لاول مرة في تاريخها بهذا الحجم هذه وغيرها هي القوانين التي تحرك الثورات الاجتماعية وفي اعتقادي انها باتت قريبة وان ارهاصاتها باتت محسوسة اليوم وحين يشتعل فتيلها سنرى كل المكونات المضطهدة المقموعة تصطف في الحراك الثوري الهادر ولن تستطيع قوة في الارض ان توقفه .
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: کیف تقیم دور الوهابیة السعودیة في نشوب الحروب بین البلاد الاسلامیة خاصة العدوان علی الیمن و دعم عن الارهاب في سوریا و العراق؟
الوهابية بادئ ذي بدء ليست مذهبا فقهيا بالمعنى والمعايير المتعارف عليها للمذهب ولكنها اقرب الى حركة سياسية قائمة ومؤسسة على اعتماد اقصى درجات الغلو والتطرف وتكفير كل الآخر وتعمد بث مظاهر الفزع والرعب والترويع عبر بشاعات القتل وسفك الدماء لفرض قناعاتها ورؤاها بالإكراه والقوة المفرطة.
الوهابية منذ مولدها اعتبرت نفسها واتباعها المعبرة الوحيدة عن الاسلام واتباعها هم المسلمون الانقياء الخلص وكل المسلمين غيرهم بجميع مسمياتهم ، ان لم يؤمنون بها ويلتحقون بها، كفارا خارجين عن الدين والايمان يجب قتلهم جميعا ان لم يعلنوا توبتهم! وبالتحالف بين مؤسسها الاول محمد بن عبدالوهاب ومؤسس الدولة السعودية الاولى محمد بن سعود الكبير استطاعت الوهابية ان توجد لها دولة بنيت استنادا الى آرائها ومعتقداتها ولاتزال المملكة العربية السعودية حتى الآن ،ومنذ حوالي ثلاثة قرون،دولة دينية تسيطر على بيت الله الحرام وتدين بالحركة الوهابية ، وساعدت الثروة البترولية الهائلة التي اكتشفت في ارضها في نشر الافكار الوهابية في كل انحاء العالم،وتم توظيف الوهابية ودولتها السعودية توظيفا كاملا لخدمة الاستراتيجية الامبريالية الصهيونية الاميركية والغربية ومصالحها واهدافها العالمية،على حساب وضد مصالح العالم الاسلامي كله، كما ظهر ذلك جليا في تدمير افغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان والصومال والتآمر على ايران والتآمر لضرب اسعار النفط العالمي لصالح امريكا و(اسرائيل) واستهدافا عدائيا لمصالح الدول والشعوب التي تقاوم الهيمنة الاميركية وسياستها العدوانية كايران وروسيا المنتجتين للبترول!
الحوزة: لماذا نشاهد التعاون السعودي مع الصهاینة في تنفیذ صفقة القرن و طعن بالقضیة الفلسطینیة؟
التعاون والتناغم بين السعودية بايديولوجيتها الوهابية المتطرفة والصهيونية العالمية، اذا اعتبرنا الصهيونية العالمية هي حاصل دمج المؤتمر اليهودي العالمي بحركة الاستعمار القديم الامبريالية، قديم جدا، ولكنه كان يدار من وراء كواليس السرية، وقد تكرس هذا التعاون في المرحلة الاخيرة،حين شرع المشروع الامبراطوري الاميركي الساعي الى سيطرة امريكا الى السيطرة الاحادية المطلقة على العالم تحت غطاء العولمة الراسمالية المتوحشة،وبالتحديد رعاية ماسمته اجهزة الاستخبارات الاميركية انذاك بالجهاد الاسلامي او المجاهدين الافغان! لمقاومة الاتحاد السوفيتي،وهنا كانت نظرية ازبيجنيو بريجنيسكى هي المعبرة عن ذلك التعاون التاريخي بين السعودية الوهابية والامبريالية الصهيونية العالمية، بالتشديد على حشد اكثر الشباب تطرفا ووحشية من الناحية الدينية لانه حسب تعبير بريجنيسكي حينها انه كلما كان (المجاهد)شديد التطرف والتزمت كلما كان قتاله اشد واقوى،وهنا كانت الوهابية حاضرة لتلبي شروط الامبريالية فيمن ستستخدمهم بعد ذلك في تدمير البلدان العربية والاسلامية، ومن بيضة هذا الفكر التكفيري الوهابي المغرق في التطرف والعنف والقتل وسفك الدماء ولدت (القاعدة)وباقي فصائل ماسمي بالجهاد الاسلامي(الاميركي)!في افغانستان وسائر الجماعات الارهابية وخاصة داعش واخواتها، بمعنى آخر كان المشروع الامبراطوري الاميركي في سعية لتدمير العالم ومن ثم السيطرة عليه احاديا يعتمد في اعداد ادواته من الجماعات الارهابية كلها على الايديولوجية الوهابية المغرقة في تكفير الآخر وقتله وسفك دمه بمنتهى البشاعة،واذا صح مانسب مؤخرا من قول لابن سلمان ولي العهد السعودي،من ان نشر السعودية للوهابية على المستوى العالمي انما جاء تنفيذا لمطلب حلفائنا الامريكان!فان ذلك يؤكد على صحة ماذهبنا اليه هنا.
الحوزة: ماهو تعلیقکم على قمع الشعب المظلوم و الشیعة في المنطقة الشرقیة وتحديدا بالقطیف و الاحساء؟
الحقيقة ان القمع والاضطهاد ومصادرة الحريات الخاصة والعامة في السعودية نهج عام وشامل لايقتصر على طائفة او مكون بعينه، وذلك لان الايديولوجية التكفيرية الوهابية التي تاسست الدولة السعودية بناء على تعاليمها، تكفر وتسترخص القتل لكل من يخالف رأيها ولو مخالفة بسيطة ،ويعتبرون اي نقد للحاكم وموظفيه حرام يوجب الجلد مئات بل الاف الجلدات والسجن والتعذيب والتنكيل، لهذا نجد انهم لطالما قمعوا واضطهدوا وكفروا اخواننا الشيعة في المنطقة الشرقية كثيرا حتى انهم باتوا محرومين من ابسط حقوق المواطنة، رغم انهم مكون كبير وكذا الحال مع اخواننا الاسماعليين في جنوب السعودية والزيود ايضا هناك ، لا بل اتجهوا الى تكفير وقمع واضطهاد التيار الصوفي السني وهو تيار واسع جدا ولاعلاقة له بالسياسة من حيث المبدأ، هذا النهج القمعوي التكفيري الذي يحول الشعب بكامله الى مايشبه قطيع الماشية الذي يسيره الراعي الى اماكن الرعي والشرب ان وجدت ثم يقفل عليه في حوشه ، لايتكلم لايعترض لايتالم لايشتكي ، ويعتبرون الخروج على الحاكم ان كان جائرا وفاسقا بمثابة الخروج على الله ، ذلك ان الفكر الوهابي المنحرف غيب الله سبحانه عن دنيا البشر واحل الحاكم محلة بهالة من التقديس اعلى!! هذا النهج هو الذي يمثل دائما بذرة التدمير الداخلي لهذه النظم القمعية جميعها.
الحوزة: کیف یمکن انقاذ الشعب والتخلص من الظلم و احقاق مطالباتهم؟
كأي شعب من الشعوب فان الشعب في السعودية ربما جعلته فوائض الثروة النفطية يرجئ ثورته الى حين لكن يبدو الان بالنظر الى حجم الانفاق المجنون مئات ملايين الدولار تقدم لدعم الاقتصاد الامريكي، ومثلها تكاليف العدوان على اليمن، واكثر منها ماانفق على تدمير العراق وسوريا وليبيا، وماخفي كان اكثر فيما يتعلق بالتمويل السري للعمليات الاستخباراتية التدميرية القذرة في ارجاء العالم، كل ذلك قد عجل في شفط فوائض الثروة تلك وبدأت الاثقال والاعباء تلقى على كواهل المواطنين زيادات في الاسعار والخدمات والضرائب وزيادة معدلات البطالة والفقر في المجتمع وبروز الخلافات والانشقاقات والصراعات والاعتقالات ومصادرة الاموال في اوساط العائلة المالكة لاول مرة في تاريخها بهذا الحجم هذه وغيرها هي القوانين التي تحرك الثورات الاجتماعية وفي اعتقادي انها باتت قريبة وان ارهاصاتها باتت محسوسة اليوم وحين يشتعل فتيلها سنرى كل المكونات المضطهدة المقموعة تصطف في الحراك الثوري الهادر ولن تستطيع قوة في الارض ان توقفه .
الحوزة: ماهو رأیکم حول المعاییر الدولیة و ردود الفعل العالمیة تجاه جریمة قتل جمال خاشقجي؟ هل یمکن أن یتغیر محمد بن سلمان او سیصبح ملکا في المستقبل؟
جريمة اغتيال الصحفي جمال الخاشقجي هي المجسد الانصع لتجليات الوهابية التكفيرية في ابشع صورها الفضيعة ، والحقيقة انها حدثت في ظرف متداخل محليا سعوديا واقليميا ودوليا جعلها تاخذ حجما ومدى اوسع بكثير من حجمها ولو انها اتت في ظرف آخر لربما تم التعامل معها بشكل اعتيادي كجرم جنائي ، ولعل الرأي العام العالمي بما فيه المنظمات الدولية والاعلام الغربي هو الذي ابقى الجريمة حية ومتصاعدة ومتوسعة ومتاججة باستمرار ومع تعدد اللاعبين الدوليين اصبح من الصعب مواراة الجريمة وغلق ملفها فلكل حسابه واجنداته!
لكن المشكله ان كل الدلائل تشير بدون استثناء الى مسؤولية ولي العهد السعودي الذي ظن هو ومن خططوا ونفذوا الجريمة انها ستتم وسينساها العالم دون ان يعرف احد كيف تمت وهل تمت ام لم تتم بمعنى انها سيلفها الغموض الى الابد لكن هم يريدون والعالم يريد وربك يحكم مايريد فقد اراد ولي العهد السعودي ان يصعد العرش على حساب ارواح ودماء عشرات الاف اليمنيين الذين تناثرت اشلاؤهم على امتداد اليمن بفعل العدوان السعودي، وبعد ان يروع معارضيه بمثل جريمة الخاشقجي وكذا بالاعتقالات والاغتيالات والتعذيب كما حصل في اغتيال الشهيد نمر النمر والمفكرين والدعاة واصحاب الراي والامراء ومصادرة الاموال الخ فتحولت كلها وغيرها الى وبال عليه واي وبال واصبح في حكم المستحيل ان يكون هناك ملك ملاحق عالميا بجرائم بشعة ومروعة يقينا ان حلمه في صعود العرش بات سرابا.
أجري الحوار: محمد فاطمي زاده